ثقافة و فنون

إطلاق كتاب “انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت” للمناضل الراحل صائب عريقات

أطلقت وزارة الثقافة، امس الاربعاء، كتاب “انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت”، للمناضل الوطني الراحل صائب عريقات.

ويقع الكتاب في 340 صفحة من القطع المتوسط، ويروي فيه الراحل عريقات إصابته بمرض تليف الرئتين ورحلة العلاج وزراعة الرئة في الولايات المتحدة الأميركية، ويقدم فيه دروساً ونصائح في الحياة والكفاح في مواجهة المرض وتبعاته النفسية، ومجموعة من خلاصات التجارب حول الصبر ومواجهة الموت.

وخلال ندوة عقدت في صالون غسان كنفاني، على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب في مقر المكتبة الوطنية ببلدة سردا شمال رام الله، عبر وزير الثقافة عاطف أبو سيف، عن فخره بأن يكون كتاب الراحل صائب عريقات من إصدارات الوزارة.

وقال إن الراحل عريقات شكل نموذجاً للأكاديميين والمثقفين القلائل الذين عملوا في السياسة، حيث كان يوظف ثقافته الواسعة في إدارة الصراع عبر الاشتباك التفاوضي مع الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف أبو سيف أن مسيرة الراحل عريقات الحافلة في الحركة الوطنية الفلسطينية، ومساهتمه في المعركة الدبلوماسية والبناء والتطوير بمؤسسات السلطة، لا يمكن لموته أن ينهي حكاية العطاء التي بذلها طيلة حياته.

وأشار وزير الثقافة الى أن الكتابة بالنسبة لعريقات تمثل مشروع خلود بالأساس، وتكتسب أهمية كبيرة في نقل التجربة وتوثيقها للأجيال القادمة، إضافة إلى أنه ينظر إلى أن المسيرة الوطنية يجب أن تستمر حتى بعد رحيله.

من جانبه، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ان العلاقة الشخصية والمهنية مع الراحل صائب عريقات امتدت منذ حزيران/ يونيو عام 1985، ومنذ اللقاء الاول ترك الراحل انطباعا بأنه إنسان حيوي وقوي، بفهمه وإدراكه وتقديره للأمور.

واضاف: “كنت عندما ابتعث لإحدى المؤتمرات الخارجية الجأ إليه حتى يطلعني على ما يجب أن أقول أو لا أقول، وتواصلي معه كان حتى يومه الأخير”.

وأردف الرجوب أن عريقات كان إنساناً بسيطاً ومن عائلة متواضعة، ولا يختلف اثنان على مكانته الكبيرة في الحياة السياسية والنضال الوطني، بما يجعل من تخليد سيرته ومواقفه امراً حتمياً في التاريخ الفلسطيني.

وأشار إلى أن صائب عريقات كان مرجعاً وأحد الضمانات الوطنية، وأدوات القياس في المواقف على المستوى الوطني والعربي والإقليمي، كما أنه أصبح جزءاً من الوعي والثقافة في فلسطين.

بدوره، تحدث الصحفي ناصر اللحام عن تجربته الطويلة مع الراحل صائب عريقات، وتطرق لعدة مواقف تشاركا بها في المحافل الدولية.

ولفت اللحام، إلى أن عريقات كان يتمتع بشخصية متواضعة وبسيطة، إضافة إلى أنه كان صاحب مبادرة ويعتز كثيراً بثقافته التي كان يتميز بها، وكان يشكل موسوعة هائلة جداً من المعلومات.

أما رئيس الجبهة العربية للتغيير أحمد الطيبي، فأشار إلى أنه عرف الراحل صائب عريقات بادئ الأمر كشخصية أكاديمية حتى النخاع، إلى أن فارق الحياة بكونه رجلا يمارس السياسة على مدار اليوم.

وأضاف: “تمكن عريقات من دمج السياسة بحياته الأكاديمية، وكان يفتخر بكونه باحثاً أكثر من كونه سياسيا، فشغفه بالكتابة كان لأبعد الحدود”.

وأردف الطيبي ان المناضل عريقات كان له دور كبير في التثقيف الوطني ويواجه المحتل بالمعلومة، ومن المؤسف رحيله قبل الوصول بالقضية الفلسطينية للمحطة النهائية.

وفي ختام حفل إطلاق كتاب “انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت”، وقعت دلال عريقات، نسخاً من الكتاب نيابة عن والدها الراحل صائب عريقات.

وأوضحت انها كتبت في التوقيع الجملة التي تعتقد أن والدها كان سيخطها على النسخ للجمهور لو كان على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى