دراسات و وثائق

مسعفون في مرمى النيران

سجلت الأيام القليلة الماضية، خمس حالات استهداف لمركبات اسعاف تابعة لمراكز خاصة، وأخرى لجميعة الهلال الأحمر الفلسطيني، من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين في محيط نابلس، خاصة حادثة الاعتداء على مسعفين متطوعين اثنين بالضرب أثناء اداء واجبهما في مواجهات على مدخل بلدة بيت فوريك شرق نابلس الأحد الماضي.  

هجمات الجنود والمستوطنين المسلحين بالبنادق وأنياب العنصرية أيضا، تزامنت مع شن مواقع الإعلام العبري، وتحديدا في التاسع من آب الماضي، حملة تشويه بحق مركبة إسعاف تابعة لجمعية الإغاثة الطبية في نابلس، والتحريض على انها تقدم الحماية لـ”راشقي الحجارة”، كما يزعم الاحتلال، خلال عملية اقتحام استهدف البلدة القديمة وأدت الى استشهاد ثلاثة شبان وهم: ابراهيم النابلسي، وإسلام صبوح وحسين طه.

مركبة الإسعاف تعرضت آنذاك لعدد من الأعيرة النارية التي ادت الى الحاق أضرار في هيكلها الخارجي وإعاقة عملها.  

ويروي المتطوع في جمعية الهلال الأحمر بنابلس، محمد بعارة، تفاصيل الاعتداء عليه وعلى زمليه أثناء اداء واجبهما خلال مواجهات على مدخل بيت فوريك، وقال: “صباحا وفي تمام الساعة العاشرة إلا ربع توجهت سيارة الاسعاف لتغطية مواجهات بيت فوريك، وتم اعتراضنا من قبل جنود الاحتلال وتوجيه أسلحتهم إلينا بشكل مباشر وتهديدنا بإطلاق النار”.

 وأضاف “تم فتح أبواب مركبة الاسعاف وتفتيشها وتخريبها، ومن ثم بدأ الجنود بالاعتداء على زميلي فراس البظ، بالضرب دون أي سبب، وقمنا بالصراخ ومحاولة وقف هذا الاعتداء غير انهم استمروا بالاعتداء، وتقدمت قوات ما يسمى (حرس الحدود) لدعم الجنود وتم الاعتداء بالبنادق على رأسي وكتفي وظهري بدون اي توقف، وتم حجزنا لوقت من الزمن على الأرض”.

وكانت وزيرة الصحة د. مي الكيلة، قد أدانت الاعتداء على طواقم الاسعاف شرق نابلس، وقالت “إن هذه المشاهد وصمة عار في جبين اسرائيل، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل والحقيقي لحماية القانون الدولي الذي ينتهكه الاحتلال دون خوف من العقاب او المساءلة، مشيدة بجهود الطواقم الطبية والصحية والاسعافية التي تؤدي رسالتها في ظل ظروف معقدة من تهديدات الاحتلال واعتداءاته”.

ويوم أمس اعترض جنود الاحتلال مركبة اسعاف كانت تقل حالة مستعجلة من محافظة قلقيلية، وبحاجة لعملية قسطرة بإحدى مشافي مدينة نابلس، وتم منعها من الدخول الى المدينة واعادتها من حيث أتت، حسب ما أكده مدير مركز اسعاف “بلسم” الدكتور عبد الجليل حنجل.

وقال “إن طواقم الاسعاف تتعرض بشكل مباشر لهجمات وانتهاكات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، رغم انها تحمل اشارات تقديم الخدمة الطبية”  

واضاف “خلال اليومين الماضين تم تسجيل 5 اعتداءات بحق طواقم الاسعاف واستهداف المركبات بشكل مباشر وإلحاق اضرار فيها من قبل المستوطنين، اضافة الى اعاقة عمل طواقم الاسعاف واحتجازها والتي كان آخرها صباح اليوم على حاجز بيت فوريك شرق نابلس من قبل جنود الاحتلال”.  

وطالب حنجل بتدخل فوري وسريع لتأمين الحماية لطواقم الاسعاف من قبل كافة الجهات، والوقوف الى جانبها من اجل استمرارية عملها والحد من المخاطر لتي تتعرض لها، في ظل ما تتعرض له من اعتداءات وخرق للقانون الدولي والانساني. 

وكانت مركبات اسعاف تابعة لجميعة الاغاثة الطبية في نابلس، تعرضت لنحو 22 اعتداء واستهدافا بشكل مباشر بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز، منذ بداية العام الحالي الأمر الذي ألحق اضرارا في هياكلها في كل مرة، حسب ما أكده مدير الاغاثة الطبية في نابلس الدكتور غسان حمدان.

وقال حمدان في حديث لوكالة “وفا”: “إن الطواقم الطبية والمسعفين والمتطوعين تعرضوا لإصابات بالرصاص المغلف بالمطاط، وسجل نحو 16 اعتداء في مواقع المواجهات في بيتا وبيت دجن وحوارة وغيرها من المواقع”.

وتابع حمدان “ان استهداف الطواقم الطبية والاسعاف مستمر منذ العام 2002 مع بداية الاجتياحات للمدن الفلسطينية، في محاولة من قبل سلطات الاحتلال لإعاقة عملنا واعاقة عمليات انقاذ الناس والمصابين، ونحن مستمرون بواجبنا رغم ما يقوم به الاحتلال والمستوطنين الذي يعتبر مخالفا لمعاهدة جنيف الرابعة.

وسجلت جمعية الهلال الأحمر في نابلس، نحو 34 اعتداء وانتهاكا بحق طواقم ومركبات الاسعاف في محافظة نابلس، منذ بداية العام الحالي، حيث اصيب 5 مسعفين بالرصاص المطاطي، و4 بقنابل الغاز، وحالتي اعتداء بالضرب على حاجز بيت فوريك.

واكد مدير مركز الاسعاف والطوارئ في الهلال الاحمر بنابلس، احمد جبريل لوكالة “وفا”، أنه تم تسجيل نحو 17 حالة اعاقة وتأخير لمركبات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر على الحواجز ونقاط التماس، و3 حالات استهداف بالرصاص المطاطي، و3 مرات بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أكدت في بيان لها، أنه رغم أن طواقمها ومركباتها كافة تحمل شارة الهلال الأحمر بوضوح وتؤدي مهامها الطبية الطارئة، إلاّ أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقها قد باتت شبه يومية في شتى مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقالت “إنها تنظر بخطورة بالغة إلى اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بالضرب والاعتداء على اثنين من طواقمها أثناء تأديتهما لعملهما الإنساني”، وشددت على أن القانون الإنساني الدولي يحظر استهداف المهام الطبية من أفراد ومركبات ومنشآت، التي تؤدي مهمات إنسانية حظرا باتا، ويؤكد وجوب حمايتها وعدم التعرض لها بأي شكل من الأشكال، أو التدخل في عملها.

وتنص المادة “17” من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949 بأن يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء النفاس من المناطق المحاصرة أو المطوقة، ولمرور رجال جميع الأديان، وأفراد الخدمات الطبية والمهمات الطبية إلى هذه المناطق.

وشددت المادة “56”، على انه من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، وبمعاونة السلطات الوطنية والمحلية، على صيانة المنشآت والخدمات الطبية والمستشفيات وكذلك الصحة العامة والشروط الصحية في الأراضي المحتلة، وذلك بوجه خاص عن طريق اعتماد وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة. ويسمح لجميع أفراد الخدمات الطبية بكل فئاتهم بأداء مهامهم.

وكانت حصيلة الانتهاكات التي ارتكبت العام الماضي (2021) بحق طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومركباتها في الأرض الفلسطينية المحتلة قد بلغت 103 انتهاكات توزعت على النحو التالي: 32 انتهاكا بحق مركبات الإسعاف التابعة للجمعية، و20 حالة إعاقة لمركبات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى وجهتها، و11 حالة عرقلة لمهام طواقم الجمعية، و35 انتهاكا بحق موظفي الجمعية ومتطوعيها، و5 انتهاكات بحق مرافق الجمعية ومبانيها، وحالة اعتقال واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى