أقلام وأراء

صناديق السلاح.. أما صناديق انتخاباتهم فقناع!

بقلم: موفق مطر

توضع في صناديق الانتخابات أوراق مطبوعة، بينما صناديق الذخيرة الحربية يرص فيها الرصاص والقذائف والقنابل القاتلة المدمرة من العيارات الخفيفة والثقيلة كافة، أما ما يجب أن نعرفه ونعلمه حتى اليقين أن منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري (إسرائيل) تستخدم صناديق الذخيرة للسلاح التكتيكي والاستراتيجي ضدنا، في حملاتها الدموية الإرهابية الممنهجة والمبرمجة، أي المعدة سلفا .. ويجب التذكر دائما أن ما يسمى (قادة إسرائيل وأبطالها) منذ إنشائها قد أسقطهم شعبنا الفلسطيني من برج الحياة السياسية وانكسروا بلا رجعة بفضل كفاحه الوطني وصموده ، ولم يسقطوا عبر صناديق الانتخابات.

يجب ألا نغفل عن منطلقات وأهداف المشروع الدولي الاستعماري والاحتلال الاستيطاني الصهيوني، وألا تدفعنا مصادفة حملة عسكرية دموية إسرائيلية – كالاغتيالات والاقتحامات القاتلة – مع موعد انتخابات للكنيست، لاعتبار العدوان بمثابة حملة انتخابية كتبت دعايتها بدماء شعبنا! فساسة المنظومة الصهيونية يرفعون وتيرة الحملات العسكرية والجرائم والمجازر، بحكم التزامهم الحديدي بالاستيطان القائم على أساس تهجير المواطنين الفلسطينيين وتشريدهم، وإدامة الاحتلال كأمر واقع – بغير تكلفة بشرية – إلى أن تتم تهيئة الظروف الدولية لجعله شرعيا، على حساب  شرعية ووجود الشعب الفلسطيني، لذا فإنهم بدون مناسبة انتخابية أطلقوا ويطلقون وسيطلقون حملاتهم المدمرة الدموية وفق خطط معدة سلفا، كلما شعر المستوطنون ومعهم المجتمع الإسرائيلي بضعف الأمن بسبب عمل فلسطيني منظم أو فردي، أو باختلال توازن الاستقرار الاقتصادي نتيجة المقاطعة الفلسطينية والدولية ..فالعدوان مرتبط بالعقلية العنصرية الإجرامية الناظمة لمنهج المنظومة الصهيونية، وليس بمناسبات انتخابية .. ولعل مراجعة بسيطة لمجازر منظومة الاحتلال الكبرى، وعمليات الاغتيال لقيادات في حركة التحرر الوطنية الفلسطينية سنتأكد أن منهج المنظمة الصهيونية كان الدافع وليس الانتخابات .

لا يحتاج صهاينة المنظومة إلى رفع وتيرة قتل المواطنين الفلسطينيين أثناء فترة تنافس على مقاعد الكنيست، لأنهم بالأصل يتنافسون – بالفعل وليس بالكلام وحده –  على تحقيق أهداف المنظمة الصهيونية منذ تأسيسها، لكنهم يستخدمون صناديق الانتخابات كقناع للتغطية على مجازرهم وجرائمهم وعنصريتهم، حتى لا يراهم العالم على حقيقتهم، فيخدعونه بإحدى أدوات الديمقراطية، ولإقناع (جماهيرهم المضللة) بأنهم يمتلكون قدرات خارقة، أما في الواقع فقد حفظت أسماؤهم في سجلات تاريخ الإنسانية باعتبارهم مجرمي حرب وضد الإنسانية .

يجب المعرفة أن ساسة وجنرالات الاحتلال يرفعون وتيرة سفك دماء المواطنين الفلسطينيين كلما وصلوا إلى تقديرات مبعثها استخبارات أمنية، أن الشعب الفلسطيني قد دخل مرحلة جديدة في كفاحه الوطني، وأن الوعي الوطني لديه يتفوق على وعي المجتمع الصهيوني بقضايا مصيرية أهمها : مستوى الإيمان الفعلي بالحق التاريخي والطبيعي، وأن تصاعد مشاهد التعبير عن الانتماء والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، ستكون له تأثيرات على المجتمعات الصهيونية التي لا تربطها إلا مجموعة مصالح مادية  ومكاسب فئوية،  تظهر جليا سالبة في شروط أحزاب كبيرة وصغيرة في موسم الانتخابات – 5 في ثلاثة أعوام –  لذا فإننا نعتقد أن منظومة الاحتلال تحاول استباق أي نهوض لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية وتحديدا إذا انطلق من القدس ومقدساتها، باعتبارها بالنسبة لنا مركز وجوهر الحق الفلسطيني الخالد كالهبات الشعبية في حي الشيخ جراح، وإثر إغلاق بوابات  كنيسة القيامة والمسجد القصى –  فالصهاينة يعملون على منع توسع دائرة النهوض والمواجهة الشعبية لتشمل فلسطين التاريخية والطبيعية، كما رأيناها في الثامن عشر من أيار عام 2021، علاوة على أن خلاصة تجاربهم مع الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى اليوم قد علمتهم استحالة إخضاعه ودفعه للاستسلام، وفهمهم لمعاني رسالة رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس أبو مازن الذي أكد تمسكه بالثوابت الفلسطينية بشجاعة وحكمة وجرأة قل نظيرها على منابر المحافل الدولية، حيث أسمعهم وساسة الدول الاستعمارية التي “اخترعت” إسرائيل، استحالة انتصارهم على شعب فلسطين المصمم  على تغيير مجرى التاريخ، لتحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال وقيام دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس رغم المجازر والمؤامرة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى