أخبار الوطنالأخبار

بمشاركة الرئيس: انطلاق أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا

بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا.

وافتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار “من الإمكانات إلى الازدهار”، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والدبلوماسيين، وكبار المسؤولين، ورجال الأعمال، وصناع القرار، وممثلي المنظمات والمؤسسات والشركات الإقليمية والعالمية.

أمير قطر: تقديم مساهمة مالية بإجمالي 60 مليون دولار أميركي للبلدان الأقل نموا

وقال أمير قطر في كلمته الافتتاحية، إن مؤتمر البلدان أقل نموا ينعقد في دورته الخامسة في ظل تحديات خطيرة يشهدها العالم بسبب النزاعات الدولية الجديدة. وأوضح أن هناك مسؤولية عالمية مشتركة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، والتغير المناخي وأزمة الطاقة، وهناك مسؤولية أخلاقية واجبة على الدولة الغنية والمتقدمة في أن تسهم في مساعدة الدول الأقل نموا.

وأكد ضرورة استحضار التحديات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، والتخطيط لمستقبل مشترك لشعوبنا.

وأضاف، سينعقد اجتماع مع تركيا وسوريا اللتين ما زالتا تعانيان من آثار الزلزال الهائل الذي أصابهما، وتضرر منه الملايين، منوها إلى أنه ليس هناك طريق لبناء عالم جديد أكثر أمنا وعدلا وحرية لليوم والغد سوى سبيل التضامن الدولي الإنساني.

وأعلن عن تقديم مساهمة مالية بإجمالي 60 مليون دولار أميركي، يخصص منها مبلغ 10 ملايين لدعم تنفيذ أنشطة برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموا، و50 مليونا لدعم النتائج المتوخاة للبرنامج، وبناء القدرات على الصمود في أقل البلدان نموا.

غوتيرش يدعو إلى مساعدة فورية لإنقاذ الأهداف المستدامة للتنمية

شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش على ضرورة أن تعزز الدول المتقدمة دعمها للدول الأقل نموا لتساعدها على الصمود في وجه التغير المناخي، لافتا إلى ضرورة الوفاء بالوعود وجعل الدول الأقل نموا في صلب الاهتمام والأولويات.

وقال “إن الدول الأقل نموا عالقة في الفوضى المناخية وغير قادرة على اللحاق بالتطور التكنولوجي، والبطالة فيها ترتفع، والمرأة مهمشة”.

وأضاف أن نسبة الفائدة في الدول الأقل نموا تفوق 8 مرات النسبة في الدول المتقدمة، نتيجة النظام المالي العالمي المنحاز، و25 من اقتصادات الدول النامية تنفق أكثر من 20 بالمائة لتوفير وتحمل تكاليف الديون.

وأكد غوتيرش ضرورة أن تشهد الدول الأقل نموا ثورة في الدعم المقدم في ثلاثة مجالات وهي: مساعدة فورية لإنقاذ الأهداف المستدامة للتنمية، مع ضرورة أن تقدم حزمة حوافز لأهداف التنمية المستدامة، وأنه قد آن الأوان أن تنفذ الدول المتقدمة التزاماتها باتجاه الدول الأقل نموا، وإنهاء زمن الوعود الفارغة.

وشدد على أن الدول الأقل نموا بحاجة للدعم لتحقيق النمو وإعطاء المرأة مكانا في صنع القرار بالإضافة لتطوير التعليم.

وتطرق إلى الجانب الثاني الواجب توفره في الدعم المقدم للدول الأقل نموا، وهو إصلاح النظام المالي العالمي، وضرورة توفير التمويل من قبل المؤسسات المالية، لسد الاحتياجات.

وأشار إلى أن الدول الأقل نموا عليها أن تحدث ثورة لدعم العمل المناخي، حيث الكثير من الوفيات تسجل بسبب الكوارث المناخية في الدول الأقل نموا، وعلى الدول المتقدمة مساعدتها.

ودعا إلى وجوب الوصول بطريقة سلسة لصندوق تعويض الخسارة والضرر، والانتقال من الأقوال إلى الأفعال.

وتلت كلمات لكل من: رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي، وكلمة رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة لاشيزارا ستويفا، ورئيس جمهورية مالاوي لازاروس مكارثي، ووزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، ورئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية الشيخة حسينة واجد، وممثلة الشباب في الدول الأقل نموا ريكسو موبامبو.

وأجمع المتحدثون في الجلسة الافتتاحية، على ضرورة تبني إجراءات وتدابير لدعم الدول الفقيرة والأقل نموا سعيا لتحقيق التنمية المستدامة العادلة، وخلق فرص للاستثمار في المجالات المتعلقة بتوسيع المعرفة والقدرات الإنتاجية في إطار الانتقال إلى مرحلة الازدهار.

وطالبوا بتركيز الجهود على مستوى الحد من المخاطر والكوارث والتكيف وآثار التغير المناخي، ومعالجة مخاطر ارتفاع أسعار الطاقة والأمنين الغذائي والمائي، وتجديد الالتزام بالوصول إلى التحول البنيوي الحقيقي في أقل البلدان نموا.

وأكدوا ضرورة تنفيذ برامج لإنقاذ الأهداف التي تكفل المستدامة للتنمية، وتوفير حزمة حوافز لأهدافها، ودعم تحقيق النمو وتعزيز مكانة المرأة ودور الشباب في صنع القرار، بالإضافة لتطوير التعليم، والعمل على إصلاح النظام المالي العالمي.

وشددوا على أهمية تضافر الجهود للعمل وفق استراتيجيات التنمية المستدامة، لإحداث التغيير المطلوب الذي من شأنه إخراج البلدان من فئة الدول الأقل نموا، والتي تواجه جملة من التحديات التي تتطلب العمل وتحقيق الطموحات وليس استعراض التحديات فقط.

وأكدوا ضرورة خفض أسعار الغذاء عالميا لتحقيق التنمية المستدامة وتعافي الدول الفقيرة وهذا يتطلب عدم إضاعة الوقت والعمل على كسر الحلقات التي تعيق ذلك، ودعوا للتصدي للأزمات المتشابكة والتحرك السريع لإيجاد حلول لها.

وفي إطار مؤتمر الأمم المتحدة، يجتمع قادة العالم مع ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والبرلمانيين والشباب لطرح أفكار جديدة، والحصول على تعهدات جديدة بالدعم، وتحفيز الوفاء بالالتزامات المتفق عليها من خلال برنامج عمل الدوحة، ومن المتوقع أن يُعلَن في المؤتمر عن مبادرات محددة ونتائج ملموسة تساعد في التصدي لتحديات أقل البلدان نموا.

ويتضمن المؤتمر الذي يُعقَد على مدى خمسة أيام، جلسات عامة تُعقَد بموازاتها اجتماعات مواضيعية رفيعة المستوى، فضلا عن سلسلة من الأحداث الجانبية بشأن مختلف الأولويات المواضيعية لبرنامج عمل الدوحة.

ستُنظَّم أيضا على هامش المؤتمر أحداث مخصّصة للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشباب والبرلمانيين ومسارات التعاون بين بلدان الجنوب.

ويمثل مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا فرصة لا تُتاح إلا مرة واحدة كل عشر سنوات لتسريع التنمية المستدامة في المناطق الأكثر حاجة إلى المساعدة الدولية، والاستفادة من الإمكانات الكاملة لأقل البلدان نموا على نحو يساعدها على التقدم نحو الازدهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى