مستشفيات غزة في مرمى النار
أين المفر؟ يتساءل أحد من لجأوا إلى مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، مؤكدا “نحن تحت الحصار” في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 35 يوما، والقصف المكثف على أنحاء القطاع من طيران ومدفعية وزوارق الاحتلال.
ويقول عاطف الذي التقته وكالة الأنباء الفرنسية في قاعة في المستشفى مليئة بالنقالات “نحن تحت الحصار، ونحتاج إلى مساعدة من المجتمع الدولي، والناس يموتون هنا بسبب نقص الدواء”.
وشهد المجمع الطبي الكبير في مدينة غزة ساعات عصيبة، اليوم الجمعة، حين تعرض لضربات إسرائيلية خلفت 13 شهيدا، وفق المصادر الطبية.
تبكي حنان بلا توقف حزنا على ابنتها “المصابة التي ترتعد خوفا مع كل انفجار”.
أصيبت الطفلة في قصف إسرائيلي طال طابور انتظار أمام أحد المخابز، وتتساءل الأم في حيرة “كيف نذهب وننضم إلى بقية العائلة في جنوب” غزة، حيث نزح عشرات الآلاف من المواطنين من الجزء الشمالي من القطاع المحاصر إلى جنوبه، في محاولة للبحث عن مكان أكثر أمنا، علما أن الاحتلال قصف منازل ومباني سكنية ومراكز إيواء للنازحين في جنوب قطاع غزة أيضا.
ويمشي محمد ريحان مستعينا بعكازين في باحة مستشفى الشفاء، بينما تتردد أصداء الانفجارات من حوله. ويقول: “الناس يموتون، أشلاؤهم في الشوارع ولا نستطيع الذهاب لإحضارهم”.
وفي مستشفى الرنتيسي على بعد مئات الأمتار من الشفاء، تقول شابة لفرانس برس في حالة ذهول “طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي منا مغادرة المستشفى على الفور، لكن لا يوجد الصليب الأحمر ولا أي شيء يضمن الخروج الآمن للمدنيين”.
وتضيف “الدبابات الإسرائيلية تحاصرنا من كل جانب”.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تعرض مستشفى القدس إلى عمليات قنص إسرائيلية الجمعة أدت إلى استشهاد مواطن على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان “إن نظام الرعاية الصحية في غزة الذي يعمل فوق طاقته وبإمدادات ضئيلة ويفتقد للأمان على نحو متزايد، وصل إلى نقطة اللاعودة ما يعرض حياة آلاف الجرحى والمرضى والنازحين للخطر”.
وذكرت المنظمة أن المستشفيات يجب أن تستفيد من الحماية الخاصة “بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وأكدت إدارة مجمع الشفاء الطبي أن “الاحتلال استهدف جميع المستشفيات” الجمعة.
وتابعت “لا نتصور أنه يتم قصف مستشفيات وإخلاء مرضى في القرن الواحد والعشرين”، مشددة “نحن لا نستطيع إخلاء مجمع الشفاء الطبي لأن هناك أكثر من 60 مريضا بالعناية المكثفة، وأكثر من خمسين رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى”.
وحاصرت دبابات الاحتلال التي توغلت برا منذ أيام، أربعة مستشفيات غرب مدينة غزة.
وفي حين أدى العدوان إلى نزوح أكثر من 1,5 مليون شخص في قطاع غزة المحاصر، لا يزال “مئات الآلاف من المدنيين” محاصرين في شمال القطاع، وفق الأمم المتحدة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن ارتقاء 11078 شهيدا، بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة، إضافة إلى إصابة 27490 مواطنا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية.