أخبار الإقليمأخبار عاجلةالأخبار

بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح” – إقليم مصر في الذكرى ال ٦٠ لانطلاقة المارد الفتحاوي

عندما يلعن الجميع الظلام فإن فتح هي من يبادر ويوقد شمعة، وعندما تشتد الصعاب وتزداد المؤامرات ويضيق الخناق ففتح هي من يتحدي ويواجه ويصمد بثبات أبنائها وأصالة تاريخها وعظم تضحياتها.

وعندما يزداد الخطر على الهوية وعلى الوجود الفلسطيني تكون فتح هي الملاذ للجميع، فهي ضمانة تحقيق المشروع الوطني والأمل بالحرية والعودة، وهي حامية القرار الوطني المستقل.. ومن يسهر غير عيون فتح حين يغفو الجميع؟البداية كانت فتح الفكرة والمنهاج الذي اكتملت فيه كل شروط الموضوعية لحركةٍ جماهريةٍ ثوريةٍ رائدة، تحمل رائحة تراب كل الأرض وهواء فضائها وأزقة وحواري مخيماتها، ورائحة وطعم الزيت والزيتون والزعتر، وعبق الماضي والآم الحاضر وآمال المستقبل التي تجري في عروق وعقول كل الفلسطينين، لتصبح فتح فطرةً وموروثاً شعبيا، لا يسعي لحزبية أو تكتّل وإنما لتحقيق حلم واحد هو حلم الحرية والعودة. فهي التي ولدت من رحم المعاناة وقسوة الزمان والمكان.

البداية كانت فتح حين طوت صفحة الإستكانة والإتكال والخوف .البداية كانت فتح حين أوقدت شعلة الكفاح المسلح وأطلقت الرصاصة الأولي للثورة الفلسطينية المعاصرة فاستطاعت أن تجمع حولها كل الشعب الفلسطيني.

تضحيات فتح كانت وستظل هي الأبرز عبر كل مسيرة الثورة الفلسطينية، فهي التي شقت طريق الحرية والإستقلال وهي القادرة على إستكمال المسيرة.

واليوم تقف حركة فتح مع ابناء شعبنا البطل في مواجهة واحدة من أخطر التحديات بل والنكبات التي تستهدف ليس فقط قرارنا المستقل التي دفعت فتح ثمنا كبيرا وتضحيات من اجل الحفاظ عليه ، بل و تستهدف الهوية و الأرض و الشعب ، تستهدف التاريخ والجغرافيا ،بعد العدوان الهمجي المتواصل منذ أربعمائة واثنين وخمسين يوماً على غزة استهدف كل مقومات الحياة من هواء و ماء وأرض و شجر وحجر ،إرتقى خلاله أكثر من ستة و أربعين ألف شهيداً، وأكثر من مائة و عشرة آلاف جريحاً، و عشرين ألف مفقود، و دمر كل شىء، ثلاثمائة الف منزل ، ودمرت مستشفيات و مساجد و كنائس و مخابز و محطات مياه وكهرباء و مدارس و شوارع.

وسويت مخيمات ومدن بالأرض ،و يعيش اكثر من مليونين من شعبنا في خيام لا تقيهم حرّاً ولا برداً ، بلا مياه شرب نظيفة وبلا كهرباء ،فأصبح الموت جوعا أو مرضا ملازما للموت من صواريخ و قذائف جيش الاحتلال الهمجي الغاشم.

وهناك في ضفتنا الغربية تستمر جرائم الاحتلال و عربدة و عدوان جنوده و مستوطنيه، و مؤمرات تستهدف وحدتنا الوطنية ، ومشروعنا الوطني في الحرية والاستقلال بقيادة م ت ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .

واليوم و معنا أمتنا العربية والإسلامية و أحرار العالم و شرعية حقوقنا وصمود و ثبات و تضحيات شعبنا البطل نظل مؤمنين بحتمية تحقيق الحرية والاستقلال في دولتنا الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المخيم سيبقي رمزًا ثابتًا لحق العودة الذي يمثل جوهر نضالنا الوطني وستبقي القدس بوصلتنا الأبدية وعاصمة دولتنا رغم كل المؤامرات.

ومن قاهرة المعز نبعث بالتقدير و الاعتزاز لكل من وقف ويقف داعما لحقوقنا و مسيرتنا و عاملا على إنهاء العدوان على شعبنا و تقديم كل عون له من أشقائنا العرب و الدول الإسلامية و العالم الحر.

و كل الشكر و التقدير للشقيقة الكبرى مصر قيادةً وحكومة وجيشا و شعبا ومؤسسات إعلامية و برلمانية و حزبية على موقفها العظيم الداعم لحقوقنا ووحدتنا الوطنية و قرارنا الوطني والرافضة لمؤامرة التهجير لشعبنا المرابط على أرض الآباء و الأجداد وأرض الرسالات و الأنبياء.

و اليوم نستذكر بكل فخر واعتزاز شهداء ثورتنا الفلسطينية من أبناء أمتنا العربية المجيدة ومن أبناء شعبنا العظيم وعلى رأسهم القائد الرمز ياسر عرفات وشهداء اللجنة المركزية لحركة فتح، ورفاق النضال ومسيرة الثورة الفلسطينية ،والالاف من شهداء شعبنا وامتنا العربية الأبرار .

ونقف أيضاً وقفة عز وفخر بأسرانا الأبطال الذين يقبعون في سجون القهر والغدر والاحتلال، يسطرون كل يوم ملاحم عطاء وصمود وتحدّي يقضّون معها مضاجع السّجان وينالون تحية وإعجاب أحرار العالم في كل مكان.واليوم نقول لأبناء الفتح ثورتكم ثورة رائدة، ولدت لتبقي ولتنتصر، وخطّت وتخط على صفحات التاريخ مسيرتها بكل فخر واعتزاز، ولم لا؟ فهي في المقدمة دائماً بمقياس الدم والشهداء، والاسرى والجرحى والعطاء والتضحيات، والالتصاق بشعبها في كل مكان، على أرض الوطن وفي الشتات، وقيادتكم وعلى رأسها الأخ القائد الرئيس محمود عباس هي من يواجه بحكمة وثبات وقوة كل التحديات ومشاريع التصفية التي تتعرض لها حقوق وقضية شعب فلسطين بكل قوة وعزيمة وإصرار و الثبات على حقوق شعبنا، والقدرة على مواجهة التحديات و المخاطر.

التحية و الاجلال والاعتزاز لاهلنا الصابرين الصامدين المرابطين في غزة العزة و البطولة و في ضفتنا الصامدة البطلة.المجد والخلود لشهدائنا الابرار، والحرية لاسرانا البواسل و الشفاء العاجل لجرحانا الابطال.

عاشت فلسطين و عاشت فتح وانها لثورة حتى النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى