أخبار عربية و دولية

الانسحاب وتبادل الأسرى.. تفاصيل اتفاق غزة قبل إعلانه في قمة شرم الشيخ

حركة فتح – إقليم مصر

تتجه أنظار العالم غدًا الإثنين إلى  شرم الشيخ حيث سيترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب قمة دولية لبحث اتفاق إنهاء حرب غزة وتعزيز جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط،، بمشاركة أكثر من 20 زعيمًا من مختلف دول العالم

يأتي انعقاد القمة بعد أكثر من عامين على اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ الحديث، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف في قطاع غزة المحاصر وأثارت موجة غضب وتعاطف عالمي واسع

يهدف الاجتماع إلى وضع آليات تنفيذ الاتفاق الجديد الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة، ويتضمن انسحابًا تدريجيًا لقوات الاحتلال الإسرائيلية من مناطق واسعة داخل القطاع، وإطلاق سراح الأسرى  المحتجزين لدى حماس، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة.

هذا الاتفاق هو الثالث منذ اندلاع الحرب، إذ سبق أن تم التوصل إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2023 ويناير 2025، لكنهما انهارا سريعًا بعد خرقهما من جانب حكومة الاحتلال الإسرائيلية. أما الاتفاق الأخير، الذي أعلنه ترامب يوم 8 أكتوبر، فقد بدأ سريانه رسميًا مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى خطوط الانتشار المتفق عليها داخل قطاع غزة ظهر الجمعة، وسط آمال بأن يشكل خطوة جادة نحو إنهاء دوامة العنف وبدء مرحلة سلام جديدة للشعب الفلسطيني.

فيما يلي تفاصيل أبرز بنود المرحلة الأولى من الاتفاق الجديد، والتي ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية تشمل الانسحاب الإسرائيلي، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

الجدول الزمني لإطلاق سراح الأسرى 

بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مُنحت حماس مهلة 72 ساعة لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الـ 48 المحتجزين في غزة (أحياءً وأمواتًا). وحُدد الموعد النهائي لإتمام العملية برمتها يوم الاثنين 13 أكتوبر ظهرًا.

من المقرر إطلاق سراح جميع الأسرى العشرين الأحياء، وبعض القتلى، بحلول الموعد المحدد. ومع ذلك، أوضحت حماس أنها لن تتمكن من تحديد مكان جميع الأسرى الثمانية والعشرين القتلى بحلول الموعد النهائي المحدد، وهي حقيقة كانت إسرائيل على دراية بها أيضًا، حسب الإعلام العبري والوكالات المختلفة.

أفادت صحيفة هآرتس بأن الحكومة الإسرائيلية على علم منذ أشهر بأن حماس لا تعرف مكان بعض الأسرى الإسرائيليين القتلى لأن مجموعة منهم كانت محتجزة لدى فصائل فلسطينية أخرى في غزة. وبالتالي، قد يكون إطلاق سراحهم أو استعادتهم خارج نطاق سيطرة حماس.

في المقابل، نشرت إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، ونفى مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين التوصل إلى اتفاق بشأن القائمة.

نشرت وزارة العدل الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، يوم الجمعة، قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الحالي.

تتضمن القائمة المنشورة أسماء 250 فلسطينيًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، و1700 أسير آخر، بينهم نساء وأطفال، اعتُقلوا من غزة بعد 7 أكتوبر2023.

مع ذلك، لا تشمل القائمة المنشورة أسماء شخصيات بارزة في حركة الأسرى الفلسطينيين، الذين لطالما اشترطت حماس إطلاق سراحهم في كل جولة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن أبرز الأسرى المستبعدين من القائمة هم: “مروان البرغوثي-أحمد سعدات-عبد الله البرغوثي-حسن سلامة-عباس السيد-إبراهيم حامد“.

وتعليقًا على القائمة، أصدر مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين بيانًا عبر قناته على تليجرام، نفى فيه التوصل إلى أي اتفاق نهائي بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وجاء في البيان: “لم يتم التوصل إلى أي اتفاق رسمي حتى الآن بشأن قوائم الأسرى المشمولين في صفقة التبادل“.

وأضاف المكتب: “في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، ستُنشر القوائم الرسمية على منصات مكتب إعلام الأسرى (مواقع التواصل الاجتماعي)”.

وتُشير التقارير إلى إصرار حماس على إطلاق سراح الأسرى الموقوفين، مما يجعل ذلك أبرز نقطة خلاف في المفاوضات الحالية. كما أكدت الحركة رفضها نزع سلاحها.

عودة مئات الآلاف من النازحين إلى أنقاض ديارهم

بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين نزحوا قسرًا إلى جنوب غزة، بالعودة إلى ديارهم المدمرة في أجزاء أخرى من القطاع المحاصر بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر يوم الجمعة.

انتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع تُظهر حشودًا غفيرة من الفلسطينيين يسيرون باتجاه مدينة غزة على الطريق الساحلي، بعد أسابيع من فرارهم من العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي حول المدينة إلى أنقاض.

وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على نطاق واسع غالبية السكان وهم يسيرون سيرًا على الأقدام لمسافات تصل إلى حوالي 20 كيلومترًا، حاملين حقائب أمتعة رثة على ظهورهم. في هذه الأثناء، استأجر آخرون عربات تجرها الحمير، وهي خدمة باهظة الثمن غالبًا ما يصعب على الكثيرين تحملها.

ورغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سحبت قواتها من مناطق معينة في القطاع المحاصر، إلا أنها أبلغت أهالي غزة أن جنودها لا يزالون منتشرون في مناطق أخرى، محذرة إياهم من الاقتراب منها. وقد أضافت هذه الرسالة المقلقة حالة من الذعر إلى رحلة العودة الشاقة والطويلة أصلًا.

دخول المساعدات إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة 

أفادت وسائل إعلام دولية متعددة يوم الجمعة بأن إسرائيل منحت الأمم المتحدة موافقتها النهائية على بدء تسليم مساعدات واسعة النطاق إلى غزة اعتبارًا من الأحد 12 أكتوبر.

ستشمل شحنة المساعدات المتوقعة 170 ألف طن متري من الإمدادات، المتمركزة بالفعل في الدول المجاورة، بما في ذلك مصر والأردن. وكانت الفرق الإنسانية المسؤولة عن عملية التسليم تنتظر أيضًا موافقة إسرائيل لاستئناف عملياتها.

من جانبه، صرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين في نيويورك يوم الجمعة بأن بعض المواد الأساسية المنقذة للحياة بدأت تتدفق إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، بما في ذلك الوقود والإمدادات الطبية ومواد حيوية أخرى.

كما حث المسؤول الأممي الرفيع المستوى إسرائيل على فتح المزيد من المعابر الحدودية، وضمان الحركة الآمنة لعمال الإغاثة والمدنيين على حد سواء، لا سيما في المناطق التي تعرضت مؤخرًا لنيران كثيفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء رحلة عودتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى