أقلام وأراء

بتسليئيل سموتريتش.. احمل اسمك وارحل عنا

بقلم: باسم برهوم

اسم وزير المالية الإسرائيلي بتسليئيل سموتريتش يؤكد انه جاء للمنطقة غازياً مستعمراً، لان هذا الاسم لا يمت لمنطقة الشرق الأوسط بصلة، فاسمه  يعود الى بلدة “سموتريتش”  الاوكرانية، هاجر جد هذا الوزير الفاشي الى فلسطين في حقبة الانتداب البريطاني،  وكان أرثوذوكسيا متشدداً، ولانه غريب عن المنطقة يتصرف معها بعداوة وحقد. عاشت عائلة هذا الاستعماري الكولونيالي في الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، بمعنى ان لديهم إصراراً على إبقاء الصراع مشتعلا وسفك الدم متواصلا، والد سموتريتش، حايبم يورحام الارثوذكسي المتطرف كان حاخام المدرسة الدينية في مستوطنة كريات اربع قرب الخليل، معقل حركة “كاخ” منذ سبعينيات القرن العشرين، وهي حركة عنصرية متطرفة كانت تدعو الى طرد الفلسطينيين،  ويبدو ان الحاخام الأصولي قد انتقل للعيش في مستوطنة في هضبة الجولان السورية المحتلة وهناك ولد بتسليئيل عام 1980 في بيئة عائلية واستيطانية متشددة عنصرية كارهة للاخر “الاغيار” وفي مقدمتهم الفلسطينيين والعرب.

قبل ايام، وبعد التسريبات الصوتيه لهذا الوزير، وما فيها من كراهية وحقد وعنصرية، تساءلت وحاولت ان افهم هذا الحجم من الكراهية. ثم ساعدني اسم هذا الوزير الغريب الذي يعود الى أوكرانيا، ووجدت الاجابة، فهو غريب وبقي غريبا. فهناك بعض الصهيونيين، الذين جاءوا من روسيا وبولندا ورومانيا ومن إيران وألمانيا وغيرها من الدول من يحاول التأقلم مع المنطقة والتعايش معها، ولكن سموتريتش وبن غفير ومن هم على شاكلتهما أصروا على نهج الكراهية والعداوة والعنصرية. هذه الظاهرة كيف يمكن التعامل معها؟ فهي لا تؤمن بالحوار ولا تريده، ولا تؤمن بالتعايش ولا تريده، فهم يصرون على مقولة ” يا نحن يا هم ” وهم يصرون على حصر كل شيء بهم وحدهم… اذا ما العمل؟ اولا:

قد يكون من المفيد  ان توجه النصيحة له ولاشكاله، إذا فشلتم في التأقلم والتعايش في المنطقة فيمكنكم العودة من حيث جئتم، وان تحملوا اسماءكم وترحلوا عنا،  على رأي محمود درويش.  ثانيا: ان نتعامل معهم كجهلة حاقدين ونتركهم لانهم مهما تجبروا لن يتغلبوا على حقائق التاريخ والجغرافيا، لقد مر على المنطقة عشرات الغزاة ورحلوا. وأما الخيار الثالث،ان نواجههم بالطريقة نفسها التي اختاروها هم، وهي الاستمرار بالصراع، ومهما طال تفوقهم فلن يستمر الى الابد، وتبقى هوية المنطقة العربية وشعوبها وقومياتها الاصيلية.

يحاول سموتريتش التغلب على طبقة الحقيقة السميكة التي تراكمت عبر الاف السنيين، كانت فلسطين قبل ان يهاجر جد هذا العنصري اليها بلد التعايش بين الاديان، وكان الفلسطينيون يهودا ومسيحيين ومسلمين يشاركون أعياد واحتفالات بعضهم بعضا، يعبرون عن التراث الذي تراكم تراثهم جميعا، هوية فلسطين لا تقبل الا التعايش، سموتريتش وأمثاله هم الغرباء الذين أساءوا فهم الواقع، لذلك يتصرفون كالحمقى، جاءوا وجلبوا معهم العنصرية وكل أمراض اوروبا، وخصوصا شرق اوروبا حيث القوميات تكونت على أسس عضوية وليس مدنية كما في غربها. محاولات سموتريتش قد تبدو انها تحقق نتائج لكنها ستنكسر في نهاية المطاف، من يتصرف على كونه غريبا مختلفا لن ينتصر، الشعب الفلسطيني غير قابل للهزيمة حتى لو دمره امثال سموتريتش وبن غفير ونتنياهو. هو باق وهم سيرحلون هكذا يقول الدرس الأول من التاريخ.

سموتريتش المتعجرف، هو في الواقع مرتعش خائف إلى درجة هستيرية من الحقيقة الفلسطينية، لذلك عندما ينام تأتيه الكوابيس، وعندما يصحو من النوم يتصرف كمرعوب بعيدا عن اي حكمة وتعقل، هو يعتقد ان بإمكانه منع قيام دولة فلسطينية، لكنه وكلما ارتكب جرائمه العنصرية فإنه سيبتعد اكثر فأكثر عن تحقيق هدفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى