“مجلس الإفتاء” يدعو لدعم جهود الرئيس في تأكيد حق شعبنا بتقرير مصيره
دعا مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، العالم أجمع إلى دعم جهود الرئيس محمود عباس في السعي لتحقيق إرادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته بالحرية والاستقلال، وتجديد التأكيد على الثوابت الفلسطينية، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على أرضنا ومقدساتنا وأبناء شعبنا.
وحذر المجلس، اليوم الخميس، من مخططات أسرلة التعليم الفلسطيني واستهدافه في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض المنهاج التعليمي الصهيوني بصورة تدريجية، عامدة بذلك إلى تشويه الحقائق، ومن ذلك الإساءة لديننا الحنيف وللأنبياء والرسل والحضارة العربية والإسلامية، وتزييف الحقائق التاريخية، وطمس مادة العقيدة الإسلامية وتشويهها، وإلغاء المنهاج الفلسطيني وإغلاق المدارس وهدمها، ومحاولات فرض المنهاج الإسرائيلي على الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في مدارس القدس.
وأدان المجلس قيام المتطرف (يهودا غليك) بالنفخ بالبوق في مقبرة باب الرحمة، وبث ذلك عبر عدد من وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى قيام أحد المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية بلباس توراتي.
وبيّن أن هذه الانتهاكات خطيرة وغير مسؤولة، وتسوق المنطقة والعالم بأسره نحو حتمية صراع ديني، بسبب المساس بالمعتقدات والمقدسات والاعتداء على حقوق الشعوب والأمم.
وحذر المجلس من الدعوات العدوانية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، من قبل المتطرفين اليهود بحجة الأعياد اليهودية، داعياً أبناء شعبنا إلى شد الرحال إليه، والرباط فيه؛ لتفويت فرصة استفراد الاحتلال ومستوطنيه به.
ومن ناحية أخرى، أدان المجلس سياسة التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما في منطقة مسافر يطا؛ محملاً سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية المنحازة والمؤيدة لسياساتها وإجراءاتها التوسعية والعنصرية المسؤولية كاملة عن تأجيج الصراع في المنطقة.
وفيما يتعلق بالأسرى البواسل؛ حمَّل المجلس سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وبخاصة الأسير البطل ناصر أبو حميد الذي يعاني من وضع صحي حرج، وكذلك الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام.
وأكد أن ما يتعرض له أسرانا في سجون الاحتلال هو جريمة حرب، تتعارض مع الشرائع السماويــــــة والقوانين الدوليـــة، وقـــــــال: إن مواصــلة ســــلطات الاحتلال لسياساتها الإجرامية تجاه الأسرى بما في ذلك الإهمال الطبي المتعمد وارتكاب الأخطاء الطبية، دليل على خطورة الأوضاع في سجون الاحتلال والمعتقلات الإسرائيلية، داعياً إلى ضرورة تلبية حقوقهم الإنسانية والوقوف الجدي والفاعل إلى جانبهم.
ودعا المجلس أبناء شعبنا المرابط إلى الوحدة، ورص الصفوف، وتجنب إراقة الدماء، مشيراً إلى حرمة الاقتتال بين أبناء الشعب الفلسطيني، مناشداً الجميع إلى التمسك بالثوابت والوحدة والأخوة والاعتصام بكتاب الله تبارك وتعالى، مطالباً أبناء شعبنا كافة وبخاصة في محافظتي نابلس وجنين، بضرورة التحلي بالحكمة والصبر، ووضع مصالح الوطن على رأس الأولويات، مذكراً الجميع بما يعانيه شعبنا من ضغوط تهدف إلى النيل من وحدته وإرادته وكسر شوكته.
جاء ذلك خلال جلسة المجلس (210)، برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.