أقاليم “فتح”: تصريحات “هنية” تتقاطع مع المخططات التصفوية لحقوق شعبنا
عبّر أمناء سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في المحافظات الشمالية والجنوبية عن استهجانهم لتصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، معتبرين إياها تقاطعًا مع مساعي المشروع الصهيوني ومخططاته التصفوية لحقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية.
وأضافوا خلال مداخلات أجروها مع فضائيّة “عودة”، اليوم السبت، أن هذه التصريحات تتنافى مع الوقائع الميدانية التي تدحض مزاعم قادة “حماس”، مؤكدين أن “فتح” وكوادرها من يقودون الفعل المقاوم ضد الاحتلال وإرهابه.
وفي السياق، أكد أمين سر حركة “فتح” إقليم نابلس، محمد حمدان، أن تصريحات “هنية” ليست مستغربة قياسًا بتاريخه ودوره في قيادة الانقلاب الدموي داخل قطاع غزة، موضحًا أن “حماس” تمارس سلوكيات الإخوان المسلمين في الاتهام والتخوين واغتيال المعارضين.
وأضاف حمدان أن الذين تغوّلوا على دماء أبناء شعبنا في قطاع غزة يخططون مع بعض العواصم الغربية لتنفيذ انقلاب مماثل في الضفة الغربية، لكن شعبنا رد عليهم في انتخابات جامعتي “البولتيكنك” و”الخليل” مؤخرًا، وأعلن رفضه لفكر “حماس” الظلامي.
وأفاد حمدان أن “حماس” عقدت هدنةً مع الاحتلال مقابل الحصول على الأموال المتأتية عبر الحقائب.
بدوره، أوضح عضو إقليم حركة “فتح” في قلقيلية، مراد اشتيوي، أن “هنية” تناسى خلال تصريحاته ما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة جراء سياسات حركة “حماس”، معبّرًا عن استهجانه لهذه التصريحات التي تتجاهل تضحيات منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأبناء حركة “فتح”.
وقال اشتيوي: يتناسى “هنية” تضحيات منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية في هبة النفق والانتفاضة الثانية وحتى هذه اللحظة، ويتناسى مصابي الأجهزة الأمنية في المواجهات مع الاحتلال.
واعتبر اشتيوي أن مشروع حركة “حماس” السياسي لا علاقة له بمشروع التحرر الوطني لشعبنا، مؤكدًا أن “حماس” امتداد لفكر جماعة الإخوان المسلمين الإقصائي القائم على أساس تحقيق المصالح الفئوية، موردًا أن “حماس” قدمت خدمات أمنية مجانية للاحتلال، مشيرًا في ذلك إلى دور أصحاب السترات البرتقالية (عناصر الضبط الميداني) الذين يلاحقون المقاومين في القطاع، متسائلًا: هنالك مقاومون يتعرضون للتصفية ويتم مواراة ذلك عبر ما يعرف بـ”المهمة الجهادية”.. فهل تفسّر “حماس” لنا ذلك؟!.
من جهته، قال أمين سر حركة “فتح” إقليم طوباس والأغوار الشمالية، محمود صوافطة، إن تصريحات “هنية” حرف لبوصلة النضال الفلسطيني عن وجهته المركزية؛ وهو الاحتلال الصهيوني، مضيفًا أن تصريحات “هنية” هي محاولة لإحداث انشقاقات في الساحة الفلسطينية؛ عبر ادعاءات واهية لن تمرّ على شعبنا الذي يعي دور مؤسساته الوطنية وتصديها لكافة المؤامرات على مشروعه الوطني.
ووصف صوافطة تصريحات “هنية” بـ”المقيتة”، مردفًا أنها لا تمت بصلة لواقع الحال، مستدركًا أن هذه التصريحات تعني تبرئة الاحتلال من دماء الشهداء.
فيما قال عضو إقليم “فتح” في طولكرم، محمد زيدان، إن هذه التصريحات تأتي في ذروة اشتباك القيادة الفلسطينية السياسي مع الاحتلال وحكومته الفاشية، وفي وقت تخوض “فتح” الفعل المقاوم ضد الاحتلال، معتبرًا هذه التصريحات حرفًا لبوصلة المقاومة، ومحاولةً لتأزيم الجبهة الداخلية الفلسطينية، ومساندةً لمساعي الاحتلال في الإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني.
كما أكد الناطق باسم حركة “فتح” إقليم بيت لحم، جواد ثوابتة، أن تصريحات “هنية” محاولة لتشتيت الأنظار في خضم العدوان الصهيوني على شعبنا في الضفة الغربية، واصفًا إياها بـ”المُعيبة والمُشينة”، مضيفًا أن الخائن هو من يخوّن شعبه.
وبين ثوابتة أنّ “فتح” رفعت شعار “كما أسقطنا صفقة القرن ومشروع الضم؛ سنسقط الفاشيين الجدد”، مدلّلًا بذلك على رؤية “فتح” وقناعاتها الوطنية، مستطردًا أن شعبنا أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية لمجابهة ما يتعرض له من عدوان صهيوني مستمر.
أما أمين سر حركة “فتح” إقليم يطا، نبيل أبو قبيطة، فقد أعرب عن استهجانه لتصريحات “هنية”، مضيفًا أن “حماس” وقادتها لم يتحدثوا عما تتعرض له “مسافر يطا” من نكبة ممنهجة.
وأضاف أبو قبيطة أن “مسافر يطا” ليست في حسابات “حماس” وقادتها الذين يلقون التهم جزافًا، مبديًا تساؤله:”عن أي مقاومة يتحدث هنية؟! وحقائب المال والدولارات تأتي إلى قادة (حماس) في القطاع”.
وتابع: “الأوروبيون والأمم المتحدة تحدثوا عن “مسافر يطا” ولم نسمع صوتًا لـ(حماس)، ومن يقاوم في الميدان هم أبناء حركة (فتح) وهذه وقائع وليست رأي شخصي”.
واتفق أمين سر حركة “فتح” إقليم شرق خان يونس، إبراهيم أبو علي، مع ما ذكر أعلاه قائلًا:”ليس مصادفةً أن تتزامن تصريحات (هنية) مع حملة اليمين الصهيوني المتطرف ضد المشروع الوطني الفلسطيني والقيادة الفلسطينية”.
وقال أبو علي إن هذه التصريحات تأتي في ظل القتل اليومي لأبناء شعبنا، مبديًا استغرابه لتصرف “حماس” وكأنها طرف ثالث تجاه ما يحدث في الضفة الغربية والقدس، متسائلًا:”من يمنع المقاومة وأبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية يتقدمونها؟!”.
وأضاف: “ما تتحدث به (حماس)؛ استخفاف بالعقول، وما تبرمه من تفاهمات سرية مع الاحتلال مقابل حصولها على حقائب الأموال لم يعد سرًا”.
كما أوضح مفوض الإعلام في حركة “فتح” إقليم غزة، ضياء جبر، أن شعبنا لا يرى إلا “فتح” في ميادين الاشتباك وساحات المقاومة، معتبرًا تصريحات “هنية” طعنةً من الخلف للمشروع الوطني الفلسطيني، ومحاولة لضربه في مقتل، مؤكدًا أن هذه التصريحات حرف لبوصلة النضال الفلسطيني عن وجهتها الصحيحة، وتأتي خارج الإطار الوطني العام.