دراسات و وثائق

مخيم جنين.. “تغريبة” ونكبة أخرى

أعاد مشهد مئات المواطنين وهم يحملون أطفالهم، وينزحون عن منازلهم في مخيم جنين بملابسهم فقط، إلى الأذهان  مشهد عام 1948 وكأنها نكبة أخرى.

مساجد المدينة صدحت برسالات تدعو المواطنين النازحين عن منازلهم اللجوء إليها، وأنها مستعدة على تقديم كافة المساعدات للأهالي.

المواطن علاء السالم، أكد أن قوات الاحتلال أجبرت المواطنين على إخلاء منازلهم، وتركها مباشرة.. عبر مكبرات الصوت مرة ، وعبر إطلاق وابل من الرصاص وقنابل الغاز مرة أخرى.

“كأننا نعيش نكبة أخرى” قال السالم.

محافظة جنين وبلديتها، هيأت عددا من الأماكن لاستقبال النازحين عن منازلهم، في المدرسة الماليزية والعامرية، وعز الدين الأساسية، بالإضافة إلى المركز الكوري، حسب ما أكده نائب محافظ جنين كمال أبو الرب.

وقال إن المحافظة اتخذت كافة الترتيبات بالتعاون مع عدد من مؤسسات المحافظة، لاستقبال الأهالي وتوفير كافة الاحتياجات لهم.

وأضاف أن محافظة طوباس أبدت استعدادها لتقديم المساعدات، إضافة لإبداء عدد من القرى في المحافظة. لتقديم المساعدات الممكنة.

وأكد أبو الرب أنه تلقى اتصالا من رئيس الوزراء محمد اشتية، لتقديم العون والمساعدة لأهالي المحافظة، موضحا أن بنك فلسطين أيضا تواصل من أجل تقديم المساعدات للأهالي التي أجليت عن منازلها.

وتابع” ما يحدث يذكرنا بسيناريو النكبة وتجهير المواطنين من منازلهم في عام 1948، إضافة إلى مشهد عام 2002 عندما أجبر المواطنون على ترك منازلهم، في محاولة من قبل الاحتلال لنسف المخيم”.

عدد من العائلات لجأت إلى ساحات المسشتفيات في المدينة وقيادة منطقة جنين لقوات الأمن الوطني، والبعض الآخر لم يستطع إخلاء المنازل بسبب الحصار المفروض على المناطق ووجود بعض الحالات المرضية فيها.

واستقبلت قيادة منطقة جنين لقوات الأمن الوطني مئآت العائلات التي تم إخلاؤها من قبل قوات الاحتلال وذلك بعد تعرض عدد من المنازل للقصف والتدمير والتخريب.

وقال قائد منطقة جنين العميد محمد سلامة، لـ”وفا” إن قيادة المنطقة استقبلت مئات العائلات التي أرغمت على الخروج من مخيم جنين وتم استقبالها في مقر القيادة ومعسكر حرش السعادة، من نساء وأطفال وشيوخ، وتم توفير وتقديم كل ما يلزم لهم من الراحة ومن أجل تعزيز صمودهم.

وأضاف، أنه تم توفير المركبات الخاصة لكافة العائلات ممن ترغب بالذهاب عند أقاربها.

ونشر عدد من الأهالي في القرى والبلدات المحيطة بمدينة جنين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رسائل توكد استعدادهم لاستقبال الأهالي النازحين عن مخيم جنين، واستعدادها لتقديم كافة المتطلبات لهم.

وساعدت طواقم الهلال الأحمر بإجلاء عدد من المواطنين من منازلهم ونقلهم لأماكن أكثر أمنا.

يذكر أن قوات الاحتلال تحاصر مخيم جنين، الذي أنشئ في 1953 ويسكنه نحو 12 ألف مواطن، منذ الساعة الواحد والنصف من فجر اليوم، استهدفت خلالها عددا من المنازل بالصواريخ التي أطلقتها طائرات مسيرة، إضافة الى مشاركة أكثر من 200 آلية عسكرية، أدت لاستشهاد ثمانية مواطنين وجرح نحو 100 مواطن، بينهم 20 في حالة الخطر.

نقلا عن وكالة الانباء الفلسطينية “وفا”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى