ما زلنا نقوم بعمل جيد
بقلم: د. رمزي عودة
حتى لو أن العالم يبدو أنه صامت أمام الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني فهذا لا يعني أننا نفشل. بالعكس، فلقد حققت الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية في الخمس سنوات الأخيرة إنجازات مهمة على الصعيد الإقليمي والدولي، ونجحت في تحقيق العديد من الأهداف الوطنية الاستراتيجية، والتي تمثل بعضها بالآتي:
أولاً: إعادة تعزيز التماسك العربي الفلسطيني وخاصةً بعد البرود الذي أصابها في عهد إدارة ترامب الجمهورية. ولم تكن نتائج القمة المصرية الأردنية الفلسطينية التي عقدت في مدينة العلمين مؤخراً، وقيام العربية السعودية بتعيين سفير لها في دولة فلسطين وقنصل عام في القدس إلا مؤشراً قوياً على عودة العلاقات الفلسطينية العربية وازدياد لحمتها.
ثانياً: اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار دولة فلسطين بطلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية حول ماهية وجود الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي في أرض دولة فلسطين بما فيها القدس. وهذه الفتوى القانونية في حال صدورها ستمثل الإطار القانوني الدولي لإنهاء الاستعمار والأبرتهايد الإسرائيلي الموجه ضد الشعب الفلسطيني.
ثالثاً: اتساع دائرة العمل النشط في الرأي العام الدولي لصالح القضايا الوطنية الفلسطينية، حيث اعتبرت العديد من المنظمات والأجسام الحزبية والنقابية والبلدية والأكاديمية إسرائيل بأنها دولة احتلال وفصل عنصري، وطالبت هذه المنظمات بضروة مساءلة إسرائيل وإنهاء نظامها الاحتلالي العنصري على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهنالك العديد من المؤشرات على مثل هذه التحولات؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ اعتراف بعض البلديات الغربية بدولة فلسطين، واتساع نطاق القبول الدولي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومطالبات مئات النقابات الأميركية بمجتمع خال من الأبرتهايد، إضافة إلى ارتفاع وتيرة حملات المقاطعة ضد تمويل الاستيطان في الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
من الواضح أن الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية نشطة بشكل فاعل، ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة هذه الدبلوماسية بعد الخطاب التاريخي للسيد الرئيس محمود عباس في سبتمبر القادم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يتضمن هذه الخطاب دعوة الجمعية العامة إلى قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة، وهي خطوة مهمة وأساسية على طريق الحرية والاستقلال. ويجب على جميع مكونات الدبلوماسية الفلسطينية أن تخصص الموارد المادية والخبراتية الكافية من أجل الدخول في هذه المعركة الدبلوماسية. هذه المعركة ستكون شاملة وستوجه أنظار العالم كله إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعلينا جميعاً أن نؤمن بقدرتنا على الانتصار في هذه المعركة، وعلينا أيضاً أن نتمتع بالشجاعة الكافية لكي نواجه كافة الضغوط الدولية والإسرائيلية التي من الممكن أن تمارس ضدنا لوقف هذا التوجه الأممي.