“قنبلة العاروري القذرة” 1-2
بقلم: موفق مطر
ما بين لسان المديح، ودماغ القدح يكمن عقل الفتنة لدى رؤوس ومشايخ فرع الإخوان المسلمين المسلح في فلسطين المسمى (حماس)، فهؤلاء لا يصدقون في حديث، ولا يؤتمنون على مصالح شعب! حتى أعمالهم وأفعالهم غايتها تعزيز عصبوية فئتهم وجماعتهم، يراوغون، ثم يرغون ويزبدون، ثم يراوغون، حتى إذا اعتقدنا أنهم قد انقلبوا على أعقابهم، أو اقتنعوا بأننا لسنا فريسة سهلة، ينقضون فجأة، فدماؤنا الوطنية النابضة بها قلوبنا، أو التي تنبض بها قلوبنا وتحيي بها شرايين حياتنا حاضرا ومستقبلا، كما كانت في ماضينا يفضلونها مسفوكة إما على أيديهم، بالانقلاب المسلح والإفقار والتجويع (والخاوة) المشرعنة بما يسمونها قوانين وقرارات، أوعلى أيدي جيش ومستوطني منظومة الصهيونية الدينية الفاشية العنصرية (توأمهم).لذا لا عجب ولا غرابة أنهم كلما اتجهنا نحوهم وانفتحنا عليهم – انطلاقا من عقيدتنا الوطنية – يسعون ليس لتوسيع الهوة وحسب، بل لجعلها جحيما من المستحيل تجاوزها، أو بناء الجسور فوقها.
نعتقد أن شريط الفيديو المسرب والمسجل سرا لصالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس) في اجتماع لما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعنوان في مدينة إسطنبول التركية قبل سنوات ما زال في الذاكرة، فهو قد كشف حينها، أن عملية خطف ثلاثة مستوطنين في محيط الخليل، في شهر حزيران سنة 2014 كان هدفها استدراج قوات الاحتلال لاقتحام الضفة وتدمير أركان السلطة الفلسطينية وإسقاطها! أما اليوم فإنه يبث منهج الجماعة (الفتنة) بين أبناء الوطن الواحد، والمناضلين في حركة التحرر الوطنية الفلسطينية على الهواء مباشرة، وكأن تهديدات نتنياهو إثر اجتماع “الكابينيت” الإسرائيلي، أي الحكومة المصغرة لرؤوس حماس بعد مقتل ثلاثة مستوطنين أعلنت حماس مسؤوليتها كأنها كلمة السر ليظهر العاروري على الهواء مباشرة في فضائيتين تعبثان إعلاميا بالحق الفلسطيني، حسب مقتضيات خطط مرسومة إقليميا ودوليا لصالح منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية “إسرائيل”.
رمى العاروري خلال أسبوع واحد تقريبا قنبلة (الفتنة القذرة) الإخونجية، بقواذف ثلاث فضائيات، فهو قد قال بعد ما بدا للساذجين أنها إشادة بمناضلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني بقوله: “إن كل كوادرها وطنيون”، وهنا لسان المديح المموه على بث وقذف قنبلة الفتنة القذرة، بين مناضلي الحركة في تنظيمها، وجماهيرها الشعبية المساندة، وبين المناضلين في أجهزة المؤسسة الأمنية الفلسطينية عندما قال: “إن حركة فتح غير مسؤولة عن تصرفات الأجهزة الأمنية وفتح مش منسقين ولا متعاونين مع العدو”.. فنطق دون لبس عن خطة (جماعته) لتدمير جدران القلعة الحامية للمشروع الوطني الفلسطيني، وعمادها وقواعدها مناضلي حركة فتح في المؤسسة الأمنية أبطال الانتفاضتين الكبرى والأقصى، فكلام العاروري لمن نسي أو لا يعرف هو ذاته حرفيا الذي روجه وأشاعه المجرمون في جماعة حماس الذين خططوا ونفذوا انقلابهم الدموي على المشروع الوطني الفلسطيني قبل 17 سنة، واليوم يعملون ليلا نهارا وجهارا -كما فعل العاروري- على يوم تنقلب فيه حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح على ذاتها الوطنية، فكلام العاروري أوضح من أن يفسر، فهو يعلم جيدا أنه يرتكب “جريمة خيانة عظمى” لأنه يتهم آلاف المناضلين في الأجهزة الأمنية بالتعاون مع العدو! ما يعني أن ذروة مخطط جماعته يتحقق برؤية مناضلي حركة فتح وقد انقضوا على إخوتهم ورفاق دربهم في النضال، فيسقط المشروع الوطني الفلسطيني، الذي أقر العاروري ذاته أن حركة فتح رافعته ألأقوى، وله نقول: “المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين” أما عشمك برؤية صراع دموي بين مناضلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والمناضلين في الأجهزة الأمنية كـ “عشم إبليس في الجنة”.
ويذهب صاحب “القنبلة القذرة” العاروري إلى تزييف وتزوير التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني في كل مكان من أرض الوطن إلى حد القول: “الضفة الغربية ستعود لصفحات المجد المتكررة”! وكأن الملايين من شعبنا في الضفة أو الـ 48 أو اللاجئين في الشتات، أو غزة قد غادروا يوما مربع النضال، ومن البديهي أن يتحدث العاروري وفق المخطوط في أجندة شياطين جماعته الناكرة والمنكرة أصلا لمبدأ الوطنية الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني يقاوم منذ ما قبل وعد بلفور 1917 وحتى اليوم وسيبقى حتى النصر والاستقلال، ولم يغادر ميادين المقاومة المشروعة أبدا، أما الذي قال: “سيعود” فإنه جاهل و مقصده إلغاء الآخر، وتنصيب نفسه كأنه الأول والأخير! وعلينا التذكر دائما أن المتاجرين بالدين يكسبون على حساب الرؤوس الفارغة من العقل والحكمة والثقافة والتفكير، ونعتقد أن تجارة جماعته فاسدة وسيكتشف الشعب الفلسطيني كمية السموم فيها! وفي الجزء الآخر غدا بينات نواياهم ومخططاتهم المدمرة .. وقنابلهم وألغامهم القذرة المموهة بمصطلح (حلف المقاومة).