السعودية وتحسين حياة الفلسطينيين
بقلم: د. دلال صائب عريقات
في حديثه لوكالة فوكس للأخبار، وعند سؤاله عن تطور العلاقات التطبيعية السعودية-الامريكية، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة حريصة على تحسين حياة الفلسطينيين.
السعودية تمثل الكرت الأخير في ميزان اللعبة الفلسطيني، ضروري إعادة الحديث عن مبادرة السلام العربية، المواطن الفلسطيني يتأمل ان ترفض السعودية التطبيع قبل تطبيق مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله للسلام في الشرق الأوسط، وقد تم الإعلان عنها في القمة العربية في بيروت عام 2002 وهدفت لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين حسب قرار 194 وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، وقد نالت هذه المبادرة تأييد جميع الدول العربية والإسلامية بينما أهملتها دولة الاحتلال بعدم الرد.
وهذا الأسبوع زار القنصل السعودي غير المقيم “نايف السديري” مدينة رام الله في لفتة دبلوماسية مهمة جدا تعتبر تطورا ملموسا على مستوى العلاقات العربية الفلسطينية لا سيما علاقات مجلس التعاون الخليجي وفلسطين، حيث ان سلطنة عمان هي العضو الوحيد في مجلس التعاون الذي يتمتع بتمثيل دبلوماسي مقيم إضافة لاربع دول عربية هي الأردن ومصر وتونس والمغرب. نتمنى ان نشهد مزيدا من التواجد السعودي في فلسطين حتى فتح تمثيل دبلوماسي مقيم.
في الحديث عن تحسين حياة الفلسطينيين, نود لفت الانتباه لأهمية التفريق بين تحسين الحياة من جهة، وبين الحقوق والحاجات من جهة اخرى. قدم لنا ابراهام ماسلو نظرية الاحتياجات الإنسانية: في قاعدة الهرم، يضع ماسلو الاحتياجات الفيسيولوجية لضمان استمرار بقاء الجسد من خلال توفير الحاجات الأساسية للبقاء مثل الهواء، الطعام، الماء، النوم، الجنس، ثم قدم لنا ماسلو الحاجة للأمان، وهذا يشمل السلامة الجسديّة والأمان الوظيفي، بعدها انتقل للحاجات الإجتماعية، وهنا نتحدث عن العلاقات الأسرية، الصداقة، المشاعر والعواطف، ثم طرح الحاجة للتقدير وهنا نقصد الاحترام والثقة، وأخيراً وصل ماسلو في الاحتياجات الى تحقيق الذات، وهذا يأتي من خلال الابتكار، الأخلاق، حل المشكلات والتحرر من الصور النمطية والإبداع. اما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948، حدد حقوق الإنسان الأساسية بالتساوي بغض النظر عن الدين او اللون او الجنسية او اللغة او الانتماء الأيديولوجي او الجيوسياسي.
الحديث عن تحسين حياة الناس وتوفير فرص عمل وازدهار اقتصادي يعني توفير الحاجات، اما الجانب السياسي محل التفاوض لا يجب ان يتناول الحاجات. في القرن الـ ٢١ نستطيع ان نضيف الانترنت “٤ج ٥ج” والكهرباء والسفر والاتصال والدراسة كحاجات اساسية ليست موضوع تفاوض، هذه حقوق انسان واحتياجات فسيولوجية لا خلاف عليها.
يكثر الحديث حول صفقة قادمة بين المملكة السعودية واسرائيل بوساطة امريكية. موقف السعودية وموقف الملك من القضية الفلسطينية كان واضحا وتم ربطه بمبادرة السلام العربية, رغم ضجيج الإعلام الأمريكي والغربي بما يخالف ذلك استنادا للغة المصالح والسلاح في عالم نيولبيرالي براغماتي. السعودية هي الحلقة الاقوى في هذه المفاوضات ونأمل ان تبقى رافعة القضية الفلسطينية انطلاقا من فكرة انه لا تفاوض على الحقوق الثابتة.