“طوفان الخامنئي”.. ومجانين هذا العصر!
بقلم: موفق مطر
لن يقرر أحد في هذا العالم -مهما كانت قوته ونفوذه- متى وكيف يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة تحرير ارضه، لأن هذا الشعب لم ينتظر خطابات وريث الإمبراطورية الفارسية الاستعمارية المستتر بشعارات اسلاموية، ليفتدي ارض وطنه، فقد منح الشعب الفلسطيني الحرية والتحرير معانيهما المثالية، وليعلم “حاكم بلاد فارس ” أن الشعب الفلسطيني قد وضع قاموسا للعالم لمعاني مفردات الكفاح والنضال الوطني المشروع، وأن لهذا الشعب قرارا وطنيا مستقلا، وقيادة حكيمة باتت رمزا للشجاعة والثبات على الحق الفلسطيني، والتمسك بثوابت الشعب، لم تغادر الخندق الأول، وصفعت صفقة دونالد ترامب، وإن لم يصدق فليبحث عن خطة (بلفور الثاني) هذا في مزبلة التاريخ.
يعلم الخامنئي أن الشعب الفلسطيني قد قرر مصيره ومستقبله على ارض وطنه فلسطين بإرادة متحررة من التنبؤات والقراءات الفلكية الغيبية !! بناء على اعتقاد وإيمان راسخ، بالحق التاريخي والطبيعي، وبحتمية انتصاره، وكسر قاعدة المشروع الاستعمار الدولي الصهيوني ( منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني اسرائيل ) فالذي يتحدث اليوم عن ” التنبؤات ” حول فلسطين، لا يخفي أن طهران ساندت ( حماس) لتكون قبضتها الفولاذية النارية، لتنفيذ مؤامرة صنع البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولتسهيل عملية سرقة ورقة فلسطين للمساومة عليها مع واشنطن، وان أتباعه منحوا الذرائع للصهيونية الدينية لإغراق غزة ( بطوفان الدم والدمار ) الذي رآه خامنئي :” قد حدث في الوقت المناسب ” ، وفعلا فقد حقق لإسرائيل ولنظامه هدفا مشتركا وهو تدمير إمكانية قيام ” دولة فلسطينية ” وإذا لم يدرك أن منظومة الاحتلال تجدد احتلالها ووسائل استعمارها لأرضنا، مسنودة بوجود مباشر لقوات من جيوش دول استعمارية في الشرق الأوسط، فهذا خلل في بصيرته لانتحمل مسؤوليته .
حديث الخامنئي يثبت تبعية رؤوس حماس لنظام بلاد فارس، وتنفيذهم اوامرها، رغم كثافة تعميته وتمويه اركان نظامه وأحاديثهم عن سرية ” خطة وقرار حماس ” ! وهنا لابد من الاشارة لتزامن تفنيد حماس لأخبار نشرت عن موافقتها على بيان القيادة الفلسطينية بضرورة تسليم معبر رفح للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفقا للاتفاقات الموقعة واعتبار ما نشر بأنه : “عارٍ عن الصحة “… وأخذه دليلا قاطعا على تبعية حماس المطلقة لأي اجندة خارجية تقويها على تدمير مقومات المشروع الوطني، حتى لو كان الثمن ابادة قطاع غزة وتحويله الى مقبرة !! وهذا هو العار ذاته !!..فحماس تتصدى لمنع السلطة الوطنية من ايقاف حملة الابادة الجماعية ( 40 الف شهيد) حملة ابادة اعتبرها الخامنئي “ضريبة للتحرير” فيما الاحتلال مازال جاثما في قطاع غزة! ويذهب الى حد تقزيم حملة الابادة الصهيونية الدموية المخططة سلفا، بوصفها :” ردة فعل عصبية ” وكأن قدر الشعب الفلسطيني أن يعيش تحت مطرقة وسندان مجانين هذا العصر: المشروع الاستعماري الصهيوني، والمشروع الفارسي الاخواني المعمم بمصطلحات “اسلاموية”!
لا يعبأ الخامنئي كرؤوس حماس بخسائر الشعب الفلسطيني البشرية والمادية المفجعة منذ 7 اكتوبر الذي بات واجبا اعتباره (طوفان ايران) ! فهذا طوفان تضليل على واقع الحال في فلسطين عموما وقطاع غزة تحديدا، حيث آلة حرب الابادة تقص أجساد الأطفال وتنتزع الأجنة من أرحام الأمهات، ويموت اطفالنا من الجوع وانعدام الغذاء والدواء، فهذا الخامنئي يواري حملة الابادة الدموية، وجرائم حرب منظومة الاحتلال الصهيوني، والجرائم ضد الانسانية، بتصويرها على أنها “هزيمة وضربة قاصمة لإسرائيل ” وبذلك يفند الرواية الفلسطينية، ويسند ادعاء حكومة الصهيونية الدينية في اسرائيل بأنها ” المعتدى عليها ” . .فهل من تعاون علينا اوثق من هذا؟!